الخميس، 8 يناير 2009

فضل الله : التطبير يسيء للإسلام

العلامة فضل الله: التطبير يسیء للإسلام ويجعل عاشوراء مناسبة للتعذيب
طهران - وكالة الانباء القرآنية العالمية (IQNA): قال المرجع الدينی الشيعیّ السيد محمد حسين فضل الله "إن التطبير يسیء إلى الإسلام؛ باعتبارها تجعل من ذكرى عاشوراء مناسبةً لتعذيب النفس وجلد الذات"، مضيفا "أنه أفتى قبل سنوات بحرمة التطبير لسببين: الأوّل لحرمة الإضرار بالنفس، وثانيا: لأنّ ذلك يؤدّی إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين الشيعة بالخصوص".

ودعا فضل الله معظم خطباء المنبر الشيعة وبعض علمائها فی عاشوراء إلى تحمّل مسؤولياتهم إزاء مشكلة الممارسات المسيئة وتوجيه الناس إلى تكليفهم الشرعی، وليس تشجيع العواطف التی يمكن أن تنحرف إلى الخرافات والتطبير (ضرب الجسد بالسلاسل والسيوف ولبس كفن أبيض) وممارسات إيذاء النفس باسم الإسلام، وذلك فی معرض حديثه لصحيفة "الوطن" السعودية .
ورفض فضل الله "أن تُمارس العادات التی لا تنسجم مع المنهج الإسلامی باسم الحسين "رضی الله عنه"، مشدّدا على دور النُخب الدينية وبخاصة الخطباء الذين یُصغی إليهم الجماهير فی عاشوراء، قائلا "إنّهم يتحمّلون مسؤولية مضاعفة فی ذلك؛ لأنّ الناس مهیّأة من الناحية العاطفیّة النفسیّة لتلقّی ما يطرح على المنبر بشكل أكثر فاعلیّة مما یُلقى من على غيره"، وأضاف "ونحن ندعو الخطباء أن يبتعدوا عن إثارة الخرافات التی لا تنسجم مع شخصیّة الحسين".
وكان فضل الله طالب الشيعة فی العالم الإسلامی، فی بيان سابق بالاستفادة من ذكرى عاشوراء لـ"تكون مناسبة إسلامیّة منفتحة على قضايا الوحدة، برفض كل أساليب الإثارة التی تسیء إلى قوّة الإسلام فی وحدته ومستقبله".
وشدد فضل الله على تحمّل المسؤوليات "لا أن نحصر أنفسنا فی اجترار أمجاد التاريخ" فی حين أن الواقع "ينفتح على أكثر من احتمال"، ووضع المرجع الفقهی رؤيته للحال الإسلامية الراهنة، مستذكرا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة و"حال المعاناة الصعبة والتحدّی الشديد الذی واجهه النبیّ محمد عليه الصلاة والسلام والمسلمون من الصحابة معه"، منتقدا الحال الراهنة التی "أشغلت المسلمين فی كثير من القضايا الصغيرة والهامشیّة"، وجدد فضل الله دعوة المسلمين إلى "أن يستعيدوا آفاق الهجرة من أجل أن يمنحوا الإسلام حركیّة فی وجدان الأجيال، وفی ميزان الواقع كلّه، وأن يوحّدوا مواقعهم ومواقفهم وتطلّعاتهم لتأكيد القوّة الواقعیّة التی يملكونها".
وأضاف "لقد تحمّل المسلمون الأوائل مسؤولیّة الإسلام بكلّ طاقاتهم، حتّى يوصلوه إلينا، وساهم كلٌّ بحسب تجربته وثقافته فی صناعة التاريخ، وأن علينا -ونحن الامتداد لكلّ الأجيال الإسلامیّة- أن نعتبر الإسلام أمانة الله فی أعناقنا، فكراً وروحاً ومنهجاً وشريعةً، وأن نتحمّل المسؤولیّة فی صيانته عقيدةً وشريعةً وقيماً ومنهجاً، وأن نجعل من الاختلاف مصدر غنى ينتظم بالحوار، وموقع عزّة ينطلق من الوحدة فی قضايانا المشتركة، ومنطلق قوّة فی مواجهة التحدّيات؛ حتّى نصنع -فی مرحلتنا الحاضرة- تاريخاً جديداً يصنع للأمّة عنفوانها، ويعيد للإسلام حركیّته وحيویّته".
http://iqna.ir/ar/news_detail.php?ProdID=337382

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق