الخميس، 27 أغسطس 2009

الجفـــــــــــــــــــــــــــــــر .. عند الشيعة وعند السنة

كتب العضو (رحمة العاملي) في شبكة هجر الثقافية :

"الجفـــــــــــــــــــــــــــــــر
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

منذ خمس سنوات كنت قد سودت بعض الصفحات في لبنان من ناحية علم الأئمة (ع) ، المستفادة من تتبع الأخبار وبعض ابحاث ورسائل العلماء الاعلام وذلك للاستفادة منها في الحوار مع اخواننا اهل السنة كون شبكات الحوار العربية والاسلامية في تلك الفترة قد شهدت فورة في المسائل الخلافية بين السنة والشيعة مع بدء انتشار استعمال الشبكة العنكبوتية وما زالت المسائل الخلافية تثار بين الفينة والاخرى مع فارق ان الطرف السلفي حاليا دون اهل السنة قاطبة هم فقط من يمسك بدفة اثارة هذه المسائل ضد الشيعة بطريقة مشوشة ومغلوطة مقصودة على شاكلة كتاب لله ثم للتاريخ

وكنت قد وعدت بعض الاخوة الكرام بطرح موضوع حول الجفر فحجزني عن ذلك انشغالاتي الكثيرة
الا انه ومنذ ثلاثة ايام وانا حبيس المنزل بسبب انفلونزا قوية اصابتني وما زالت تختلج في كل جسمي الا انه من محاسن الانفلونزا اني استغليت (قعدة البيت) لاعود لبعض ملفاتي القديمة وإستخراج ما يتعلق بموضوع الجفر كي اوف بوعد قطعته أيضا لأخت من اخواتنا الكريمات في هذا المنتدى الكريم

تمهيد
معنى الجفر
ويهمنا هنا ما اصطلح على تسميته بالجفر وليس على اللفظ المطلق للجفر

لان لفظ جفر يطلق على البئر الواسعة وعلى ولد الشاة أو الغزل او الثور المستكرش الجنبان الذي بلغ اربعة اشهر الى ستة اشهر كما ورد
جذره جفر،والجمع اجفار، وجفار، وجفرة، والانثى هي الجفرة اي المستكرشة الجنبان
وفي الاستعمال الشائع كما في اخبار السنة والشيعة يحذفون منه المضاف وهو (جلد) ويبقون على المضاف اليه وهو (جفر)
فعندما يقال جفر يقصدون به (جلد جفر) اي جلد شاة او جلد غزال او جلد ثور الغير بالغ

مصطلح الجفر عند اهل السنة

ذكر الجرجاني في شرح المواقف لعضد الدين الايجي في المقصد الثاني، مبحث العلم الواحد الحادث هل يجوز تعلقه بمعلومين ؟ عن الجفروالجامعة ما نصه:
((وهما كتابان لعلي (رضى اللّه عنه)، قد ذكر فيهما على طريق علم الحروف الحوادث التي تحدث الى انقراض العالم. وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى الى المامون: انك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك، فقبلت منك عهدك الا ان الجفر والجامعة يدلان على انه لا يتم.

ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه الى اهل البيت، ورايت انا بالشام نظما اشير فيه بالرموز الى احوال ملوك مصر، وسمعت انه مستخرج من ذينك الكتابين)).

وقال في كشف الظنون: ((ادعى طائفة ان الامام علي بن ابي طالب (رضى اللّه عنه) وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الاعظم في جلد الجفر، يستخرج منها بطرق مخصوصة وشرائط معينة الفاظا مخصوصة، يستخرج منها ما في لوح القضاء والقدر، وهذا علم توارثه اهل البيت، ومن ينتمي اليهم،وياخذ منهم من المشايخ الكاملين. وكانوا يكتمونه عن غيرهم كل الكتمان.
وورد هذا في كتب الانبياء السالفة، كما نقل عن عيسى (ع): نحن معاشر الانبياء ناتيكم بالتنزيل، واماالتاويل فسياتيكم به البارقليط الذي سياتيكم بعدي.

ونقل ان الخليفة المامون لما عهد بالخلافة من بعده الى علي بن موسى الرضا (ع)، وكتب اليه كتاب عهده،كتب هو في آخر ذلك الكتاب: نعم، الا ان الجفر والجامعة يدلان على ان هذا الامر لايتم.

وكان كما قال، لان المامون استشعر فتنة من بني هاشم، فسمه، كذا ورد في مفتاح السعادة.

وقال ابن طلحة: الجفر والجامعة كتابان جليلان احدهما ذكره الامام علي بن ابي طالب (رضى اللّه عنه) وهويخطب بالكوفة على المنبر، والاخر اسره «اليه» رسول اللّه ((، وامره بتدوينه، فكتبه علي (رضى اللّه عنه) حروفا متفرقة على طريقة سفر آدم في جفر
يعني: في رق قد صبغ من جلد البعير، فاشتهر بين الناس به، لانه وجد فيه ما جرى للاولين والاخرين..

ومن الكتب المصنفة فيه: الجفر الجامع والنور اللامع للشيخ كمال الدين ابي سالم محمد بن طلحة النصيبي الشافعي المتوفى سنة 652 اثنتين وخمسين وستمائة، مجلد صغير اوله: الحمد للّه الذي اطلع من اجتباه.. الخ، ذكر فيه ان الائمة من اولاد جعفر يعرفون الجفر فاختارمن اسرارهم فيه)).

وقال ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثالث والخمسين عن مسمى الجفر ما نصه: ((واعلم ان كتاب الجفر كان اصله ان هارون بن سعيد العجلي وهو راس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لاهل البيت على العموم، ولبعض الاشخاص منهم على الخصوص، وقع ذلك لجعفر ونظرائه من رجالاتهم على طريق الكرامة والكشف الذي يقع لمثلهم من الاوليا، وكان مكتوبا عند جعفر في جلد ثورصغير، فرواه عنه هارون العجلي، فكتبه وسماه الجفر، باسم الجلد الذي كتب عليه، لان الجفر في اللغة هوالصغير وصار هذا الاسم علما على هذا الكتاب عندهم، وكان فيه تفسير القرآن، وما في باطنه من غرائب المعاني، مروية عن جعفر الصادق.

وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولا عرف عينه، وانما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل، ولو صح السند الى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه، او من رجال قومه فهم اهل الكرامات. وقد صح عنه انه كان يحذر بعض قرابته بوقائع تكون لهم فتصح كما يقول. وقد حذر يحيى ابن عمه زيد من مصرعه وعصاه، فخرج وقتل بالجوزجان كما هو معروف، واذا كانت الكرامة تقع لغيرهم فما ظنك بهم علما وديناوآثارا من النبوة، وعناية من اللّه بالاصل الكريم تشهد لفروعه الطيبة)).

وما هو متداول بين الناس بكتاب الجفر والذي يشنع به بعض الجهلاء على الشيعة في منتدياتهم وصفحاتهم طبع سنة 1924 اول الامر في مطبعة مدبولي في مصر ثم طبع في الشام ثم طبع مؤخرا في مصر مع اضافات كثيرة ومضحكة ولا دخل للشيعة به من قريب او بعيد وأصله على الارجح كما ذكر ابن خلدون لهارون بن سعيد البجليّ ـ وهو من الزيدية وليس من الشيعة الاثنا عشرية ، بدلالة (رضي الله عنه ) الواردة بعد اسم علي بن ابي طالب على صفحات الكتاب
وذكر في الفصول المهمّة ما نصه : نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثونه بنو عبد المؤمن بن علي من كلام جعفر الصادق، وله فيه المنقبة السنيّة، والدرجة التي في مقام الفضل عليه.

وقال الشبلنجي في نور الأبصار ص 131: وفي حياة الحيوان الكبرى فائدة، قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب: وكتاب الجفر كتبه الامام جعفر الصادق بن محمّد الباقر، فيه كلّ ما يحتاجون الى علمه الى يوم القيامة، والى هذا الجفر أشار أبو العلاء بقوله:

لقد عجبوا لآل البيت لمّا***أتاهم علمهم في جلد جفر

فمرآة المنجم وهي صغرى***تريه كلّ عامرة وقفر



مصطلح الجفر عند الشيعة
وقال السيّد محسن الأمين في كتاب «نقض الوشيعة» ص 295 : ليس الجفر علماً من العلوم وإن توهّم ذلك كثيرون ، ولا هو مبنيّ على جداول الحروف ، ولا ورد به خبر ولا رواية

أورد الشيخ المفيد في الإرشاد والطبرسي في الإحتجاج : كان الصادق
( ع) يقول : عِلمُنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع ، وعندنا الجفر الأحمر والأبيض
ومصحف فاطمة (ع) ، وعندنا الجامعة فيها جميع ما تحتاج الناس إليه . فسُئِلَ عن
تفسير هذا الكلام فقال :
فأما الغابر فعلم بما يكون ، وأما المزبور فعلم بما كان ، وأما النكت في القلوب فهو الإلهام ، وأما النقر في الأسماع فحديث الملائكة (ع) نسمع كلامهم ولا نرى أشكالهم .

وأما الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله (ص) ، ولن يخرج حتى يقوم قائمنا (عج) أهل البيت . وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داوود وكتب الله الأولى (صحف إبراهيم وما قبله إدريس حتى آدم) . وأما مصحف فاطمة (ع) ففيه ما يكون من حادث وأسماء من يملك إلى أن تقوم الساعة . وأما (الجامعة ) فهو كتاب طوله سبعون ذراعا أملاه رسول الله (ص) من فَلقِ فيه وخط علي بن أبي طالب (ع) بيده ، فيه والله جميع ما تحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة حتى أن فيه أَرشُ الخَدش والجَلدة ونصف الجَلدة .
فمن ناحية الجفر الذي فيه الجامعة ، والجامعة هو بإملاء رسول الله (ص) وخط أمير المؤمنين (ع) فيه الحلال والحرام ، كل ما له الدخل في الحلال والحرام أودع في هذه الجامعة . والخبر يدل على ذلك فعن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول ويحكم أتدرون ما هو الجفر؟. إنما هو جلد شاة فيها خط علي (ع) وإملاء رسول الله (ص) من فَلقِ فيه ، ما من شيء يحتاج إليه إلا وهو فيه حتى أرش الخدش .

هذه الجامعة اذا موجودة في جلد ، مودعه في جلد هي وكتب الله الأولى لذلك سُميت بالجفر ، من حيثية كون الجفر وعاء
و كون الجفر ظرف لمظروف . ما هو هذا المظروف ؟؟ .
فالظرف يحتوي على الجامعة من جهة ، وفيه كتب الله الأولى من جهة ثانية.
وفي الكافي الجزء الاول ص 240 ورد بحذف السند سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن عندي الجفر الأبيض. قال : قلت : فأي شيء فيه ؟ قال : زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم عليه السلام والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآناً ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ، وعندي الجفر الأحمر. قال : قلت : وأي شيء في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح ، وذلك إنما يُفتح للدم ، يفتحه صاحب السيف للقتل...
فإذا رجعنا إلى الخبر الاول نجد أن الإمام (ع) يقول ما نصه وعبارته : وأما الجفر الأبيض فوعاء - هذا التصور أن الجفر مكتوب عليه مجرد اشتباه ، فالجفر غير مكتوب عليه شيء ، مثلما أن الجفر الأحمر غير مكتوب عليه شيء إنما هو ظرف للسلاح
كذلك الجفر الأبيض غير مكتوب عليه شيء وهو ظرف للكتب ، ظرف لما هو من جامعة ومصحف فاطمة (ع) وكتب الله الأولى . لذا قال: وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الأولى .
وفي بصائر الدرجات ورد :
ـ عن علي بن سعيد قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : أمّا قوله في الجفر إنّما هو جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج اليه الناس الى يوم القيامة من حلال أو حرام إملاء رسول الله (ص) وخطّ علي (ع) .
ـ عن أبي مريم قال : قال لي أبو جعفر (ع) : عندنا الجامعة وهي سبعون ذراعا فيها كل شيء حتى أرش الخدش إملاء رسول الله (ص) وخطّ علي (ع) ، وعندنا الجفر وهو أديم عكاظيّ قد كتب فيه حتّى ملئت أكارعه ، فيه ما كان وماهو كائن الى يوم القيامة .
ـ عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال : ذكروا ولد الحسن فذكروا الجفر فقال : والله إنّ عندي لجلدي ماعز وضأن إملاء رسول الله (ص) وخطّه علي (ع) بيده وإنّ عندي لجلداً سبعين ذراعا إملاء رسول الله (ص) وخطّه علي (ع) بيده وإنّ فيه لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش .
ـ عن علي بن الحسين عن ابي عبد الله (ع) قال : إنّ عبد الله بن الحسن يزعم أنّه ليس عنده من العلم إلاّ ماعند النّاس ، فقال : صدق والله عبد الله بن الحسن ما عنده من العلم إلاّ ما عند الناس ، ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام وعندنا الجفر أيدري عبد الله بن الحسن ما الجفر ؟ مسك بعير أم مسك شاة ؟ وعندنا مصحف فاطمة أما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنّه إملاء رسول الله وخطّ عليّ (عليه السلام) كيف يصنع عبد الله إذا جاء النّاس من كلّ اُفق يسألونه .


فأمام هذا البيان تسقط امور ، وتثبت امور :

الأمر الأول : بأن الجفر مكتوب عليه . فالجفر غير مكتوب عليه شيء إنما هو وعاء .

الأمر الثاني : أن هذه الكتب التي تصدر بين الفينة والاخرى باسم الجفر ، جفر علي بن أبي طالب (ع) أو جفر الإمام الصادق (ع) فكل ذلك مكذوب عن الأئمة (ع) .

الامر الثالث : ان الجفر في روايات الشيعة ليس علما للحروف والارقام كما يدعي البعض بل ان ذلك من علم الزايرجة المنسوب لصوفية اهل السنة وعلى رأسهم السبتي المغربي

الامر الرابع :أن علم الجفر ليس موجود عند أيّ شخص ، بل هو من مختصّات الأئمة (عليهم السلام) يتوارثونه ، وهو الآن عند الإمام الحجة المنتظر (عج) ، يظهره عند ظهوره .

نعم ذكر البهائي في كشكوله أن الجفر فيه دوائر ورسوم وفيه أحرف ، فمن خلال هذه الأحرف والدوائر والرسوم يعرفون ما يحدث وما هو حادث وغير ذلك .
وواضح ان ذلك من اقول العامة نقلها الشيخ البهائي في الكشكول .. فهذا الوهم يسقط لأنه ليس في مكانه وليس عليه دليل من الأخبار انما هو مما احدثه احمد السبتي المغربي كما ذكر ابن خلدون في باب علم الزايرجة
والذي دلت عليه الأخبار عند الشيعة هو أن الجفر جلد ، أُودع ضمن هذا الجلد كتُب الله الأولى ، ومصحف فاطمة (ع) ، والجامعة ، كما أودع في الـجلد الثـاني مثله السلاح ولكن باعتبـار أن السلاح لإراقة الـدم سمي بالجفر الأحمر و ليس ان لونه أحمر انما سمي ذاك بالجفر بالأحمر للدلالة على مضمونه .
وباعتبار أن الجفر الأبيض للعلم والعلم نور والنور أبيض سمي الجفر الذي أودع فيه كتب العلم بالجفر الأبيض .

الامر الخامس : ان الاجفار التي توارثها الأئمة عليهم السلام ، اثنان كاوعية

1- وعاء يشتمل على كتب الاولين من الانبياء والجامعة ومصحف فاطمة
2 - ووعاء للسلاح الذي كان عند رسول الله صلى الله عليه آله وسلم
والجامعة المدونة على جلد ضأن كما يفيد خبر ابن سنان عن الصادق (ع) او جلد ثور كما في الاخبار الاخرى لا يتعارض في ان هذه الجامعة بالنهاية موضوعة بدورها في الجفر الابيض .

والحمد لله رب العاملين"

http://www.wahajr.net/hajrvb/showthread.php?t=402757955